jeudi 27 mai 2010

في زلمانيا

كنت جالسا في عربة المترو ... سارحا في خيالي .. رأيت عند المحطة جنودا.. و لكنهم أقزام.. أقزام جدا... كانو مصطفين متأهبين خامدين .. ثم تحركوا و صعدوا القطار ...بحث كل منهم عن مقعد شاغر و جلسوا لا يحرّكون ساكنا... الا من رحم ربّي ...
كان بينهم جندي قزم افريقي .. كان يختلف عن بقية الجنود... ليس فقط في لون بشرته بل تصرفاته كانت مختلفة جدا عن البقية .. كان يجري في العربة و يشاغب و يضحك و يتكلم بصوت عال
جائني و سألني عن اسمي ... فأجبته ... ثم سألني عن معناه فحاولت أن أجيبه ... ثم سألني عن عمري ... فقلت في نفسي : من يكون هذا المشاغب الفضولي ؟ سألته بدوري عن عمره فقال : خمس سنوات ...
حينها فقط انتبهت ..
لم يكونوا جنودا أقزاما ... انهم اطفال صغار في طريقهم الى المدرسة ... حينها ضحكت و استغربت و تسائلت . لماذا يختلف عنهم ذاك الافريقي؟ ألم تقع برمجته كما بُرمج الاخرون؟ ام ان ذلك يعود الى الاختلاف العرقي ؟ هذا الطفل يتكلم ألمانية مثالية كالالمان تماما .هو حتما مولود و ناشئ في هذا البلد ... يعيش مع والديه الافريقيين اقل مما يعيشه مع مربيته الالمانية و اقرانه الالمان ... مالذي يجعله مختلفا ؟

أطفال مبرمجون ... خامدون ... أليس هذا ضد قانون الطبيعة ؟ الاطفال الصغار لا بُد أن يكونوا مشاغبين ... عفويين فضوليين ... و خاصة شياطين ...أليس كذلك ؟
طبعا ....انهم يلعبون... و لكن طريقة لعبهم مبرمجة
جدا جدا ... و بيداغوجياتهم مبرمجة جدا جدا ... حتى أنك تخال الثمار نضجت قبل أوانها
عندما يكبرون ...
قليلا ...
ذات مرة ...

تحدّثت الى بنت الخامسة عشرْ ...
متحررة ... حرة كالغجرْ
ناضجة ... لي تجاربُ شخصية ٌ كسائر البش
رْ
امرأة أنا في مقتبل العم
رْ
أنا أهوى الشوپينڤ ركوب الخيل و السفر
أدخّن السجائر العادية .. جرّبت الغير عادية
لا أشرب الا احتفالا عندما يحلو السه
رْ
لي صديق
منذ عام قـُدّ قلبه من حَجَرْ
لا يبالي بأنني ..... مازلت عذراءَ الدُّبُرْ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire